تم يوم الثلاثاء 07 نونبر 2023 بالرباط، عقد الاجتماع السنوي لمجلس إدارة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل برئاسة السيد يونس سكوري وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، لتقييم حصيلة أنشطة السنة المالية 2022 والوقوف على مختلف الإنجازات التي تم تحقيقها.
وفي كلمته الافتتاحية بحضور ممثلي الأجراء وممثلي الاتحاد العام لمقاولات المغرب وممثلين عن القطاعات الوزارية المعنية، أكد السيد السكوري على الدور الحاسم الذي يؤديه مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل باعتباره المكون الرئيسي في التكوين المهني، على الصعيدين الوطني والقاري، وعلى ضرورة تعزيز مكانته في مجال التكوين المستمر، وإضفاء الطابع المحلي والإقليمي على خريطته التكوينية، والاندماج أكثر في منظومة الإدماج الاقتصادي للشباب، مع الحفاظ على تميزه في التكوين الأساسي ودعم القطاعات الواعدة في البلاد.
وأعرب السيد الوزيرعن ارتياحه لتفعيل إعادة الهيكلة الجديدة من حيث حكامة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من خلال مختلف هيئات الحكامة التي تم إنشاؤها، كلجنة الحكامة المخصصة ولجنة الاستراتيجية والاستثمارات ولجنة مراجعة الحسابات.
من جانبها، أشادت المديرة العامة لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل السيدة لبنى اطريشا بالتقدم الملموس الذي تعرفه مشاريع التنمية قيد الإنجاز، مركزة في الآن ذاته على أبرز أحداث سنة 2022 والمشاريع المندرجة في إطار خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني، ولاسيما فيما يتعلق بإطلاق مدن المهن والكفاءات الثلاث الأولى بكل من سوس – ماسة والشرق والعيون – الساقية الحمراء وإرساء عرض التكوين الجديد، فضلا عن اعتماد النموذج البيداغوجي الجديد.
تطوير عرض التكوين : قائمة تكوينات متنوعة ومرنة
وتميزت سنة 2022، التي عرفت توفير 400000 مقعد بيداغوجي، بتعزيز الجهاز التكويني لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل من خلال افتتاح 6 مؤسسات جديدة لضمان عرض تكويني متنوع، حيث يعمل المكتب بشكل مستمر على تكييف عرضه التكويني مع حاجيات المنظومة الاقتصادية الوطنية. وقد مكنت الجهود الاستباقية التي بذلها المكتب في هذا السياق من تحديد الحاجيات من الكفاءات المؤهلة تماشيا مع مختلف الاستراتيجيات القطاعية والمشاريع المهيكلة للاقتصاد الوطني، إذ تم تسجيل تطور ملحوظ للعرض التكويني الذي يغطي 18 قطاعا للتكوين و 28 قطاعا فرعيا، مع إضافة قطاع مخصص للكفاءات الذاتية.
كما مكنت عمليات هندسة التكوين التي تم إنجازها برسم نفس السنة من توفير ما مجموعه 248 شعبة، تضم شعبا جديدة وأخرى تمت إعادة هيكلتها في التكوينين الأساسي والتأهيلي لفائدة 132000 متدربا، أي ما يمثل 62% من مجموع الجهاز التكويني.
وفي السياق ذاته، قام مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بإحداث 8 جذوع مشتركة منفتحة على 22 تخصصا في قطاعات التسيير والتجارة والفندقة والرقمية والذكاء الاصطناعي.
وارتباطا ببرامج التميز، شكلت سنة 2022 مناسبة لمواصلة تنفيذ برنامج الابتكار المقاولاتي الذي تم تطويره بشراكة مع جامعة محمد السادس التقنية من خلال توسيع نطاق اعتماده على مستوى 3 جهات وهي: الرباط – سلا – القنيطرة وطنجة – تطوان – الحسيمة و بني ملال – خنيفرة، لتنضاف إلى جهات سوس-ماسة والعيون-الساقية الحمراء والشرق، بالإضافة إلى مدينة بن جرير لفائدة 52569 متدربا.
كما شهد البرنامج المخصص لمتدربي قطاع السياحة والفندقة والمطعمة VET by EHL حصول 119 مستفيدا على شهادة المستوى الأساسي و80 مستفيدا على شهادة المستوى المتوسط.
فيما استفاد 120 متدربا من برنامج تكويني في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، الذي تم تطويره بشراكة مع "جامعة تيانجين للتجارة" الصينية.
ومكن تعزيز نظام الممرات من رفع عدد الممرات المتاحة للمتدربين إلى 615 ممرا، بفضل التسهيلات المدمجة في عمليات القبول، لاسيما الرفع من الحصيص المخصص لهذا النظام ليصل إلى 20% بدل 10%، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة لخريجي الأفواج السابقة للاستفادة من نظام الممرات.
تعزيز التكوين المزدوج شكل هو الآخر محورا أساسيا لخطة عمل المكتب برسم سنة 2022، لاسيما من خلال رقمنة المضامين والمناهج عبر مختبر التعلم الرقمي Digital Learning Lab الذي ساهم في إجراء تحول رقمي حقيقي.
وتميزت سنة 2022 أيضا بتعزيز قائمة العرض التكويني التأهيلي للمكتب من خلال اعتماد تكوينات تأهيلية ملائمة قصيرة المدة، تستجيب للحاجيات الحالية والمستقبلية للمقاولات والشباب الباحث عن عمل وكذا الشباب الراغب في تغيير مساره المهني.
برنامج مدن المهن والكفاءات : إطلاق المجموعة الأولى لفائدة 4260 متدربا
برنامج مدن المهن والكفاءات كان من أبرز المحاور التي تناولها الاجتماع، حيث شهدت سنة 2022 إطلاق التكوين بـ3 مدن للمهن والكفاءات بجهات سوس – ماسة، والشرق، والعيون – الساقية الحمراء، فضلا عن إطلاق أشغال بناء مدينة المهن والكفاءات بالداخلة – وادي الذهب بطاقة استيعابية إجمالية تبلغ 8380 متدربا، بما في ذلك 4260 في السنة الأولى للتكوين أي بنسبة 25% من العرض الإجماعي لمدن المهن والكفاءات الـ12.
مع الإشارة إلى أن مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباط – سلا – القنيطرة تعتتبر رابع مؤسسة تفتح أبوابها في وجه المتدربين الشباب، بعدما دشنها الملك محمد السادس، نصره الله في 30 ماي الماضي. فيما سيعمل مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على إطلاق التكوين بمدينة المهن والكفاءات بكل من جهات الدار البيضاء – سطات وطنجة – تطوان – الحسيمة وبني ملال – خنيفرة برسم السنة التكوينية الجارية.
وفيما يتعلق بإعادة التأهيل المندمج والتميز العملياتي، استكمل المكتب أشغال تهيئة 7 مشاريع وأطلق 6 مشاريع توسعة و 9 مشاريع تهيئة على مستوى مختلف المديريات الجهوية.
إعادة تأهيل الجهاز التكويني : مشاريع عنوانها التميز
يهدف برنامج التميز العملياتي، الذي تم إطلاقه في 2022 إلى إدراج مؤسسات التكوين المهني في مقاربة متواترة للتقدم، حيث تم في هذا الصدد تسجيل مواءمة أكثر من 160 مؤسسة، وتحقيق التميز بالنسبة لـ 20 مؤسسة أخرى، من خلال تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل البنيات التحتية وتجديد التجهيزات، وإحداث مجموعة من البنيات المشتركة (مراكز التوجيه المهني، مراكز اللغات والكفاءات الذاتية..إلخ)، فضلا عن اعتماد العرض التكويني الجديد والرفع من قدرات الرأسمال البشري.
ويحظى تثمين الرأسمال البشري وتحسين الكفاءات الإدارية بأهمية بالغة، حيث تم تنظيم 8576 يوما تكوينيا لفائدة الموظفين، و40664 يوما تكوينيا لفائدة المكونين، فضلا عن إطلاق مركز التكوين المستمر بعين برجة بالدار البيضاء.
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن إنجاز خطة عمل 2022 قد تطلبت غلافا ماليا إجماليا بلغ 4877.3 مليون درهم مقابل 4770.03 مليون درهم سنة 2021، أي بزيادة 2%.